الحوسبة-السحابية-والسحابة-الوطنية-شركة-سُحبكم-مدونة-بواسطة-عمر احمد
بقلم: م. عمر أحمد
في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت الحوسبة السحابية (Cloud Computing) أحد الأعمدة الرئيسة لاستراتيجيات التحول الرقمي في المؤسسات بمختلف أحجامها. ومع تصاعد أهمية إدارة البيانات وحمايتها، برز مفهوم السحابة الوطنية (National Cloud) كخيار استراتيجي للدول والمؤسسات التي تسعى إلى تحقيق السيادة الرقمية وتأمين بياناتها محليًا.
في هذه المقالة، سنتناول مفهوم السحابة الوطنية، وأهميتها للمؤسسات المحلية، ودورها في تعزيز الاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني، مع تسليط الضوء على التجربة اليمنية عبر شركة «سُحبكم» كمشغل وطني لخدمات الحوسبة السحابية.
الحوسبة السحابية هي تقنية حديثة تتيح تخزين البيانات وتشغيل التطبيقات عبر الإنترنت أو الشبكات المحلية، بدلاً من الاعتماد على خوادم أو أجهزة تقليدية باهظة التكلفة.
تتميز هذه التقنية بالمرونة العالية، وإمكانية الوصول إلى البيانات من أي مكان وفي أي وقت، مع توفير كبير في التكاليف التشغيلية والصيانة.
ببساطة، «السحابة» هي مساحة رقمية آمنة تُمكّنك من الوصول إلى بياناتك وبرامجك وقتما تشاء ومن أي جهاز متصل بالشبكة.
السحابة الوطنية هي بيئة سحابية تُدار وتُستضاف داخل حدود الدولة، وتشرف عليها مؤسسات محلية وفق معايير الأمان والسيادة الرقمية.
على عكس السحابات العامة التي تقدمها شركات عالمية مثل Amazon أو Microsoft Azure، تتيح السحابة الوطنية للدول التحكم الكامل في بياناتها، وضمان الامتثال للقوانين المحلية المتعلقة بحماية المعلومات والخصوصية.
تعزيز الأمان السيبراني
يتم تخزين البيانات في مراكز بيانات محلية مؤمنة، مما يقلل من مخاطر الاختراقات والهجمات الإلكترونية العابرة للحدود.
الامتثال للتشريعات المحلية
تضمن السحابة الوطنية التوافق مع قوانين حماية البيانات الوطنية، وهو أمر بالغ الأهمية في القطاعات الحساسة كالمصارف والتعليم والجهات الحكومية.
خفض التكاليف وزيادة الكفاءة
تتيح السحابة نموذج الدفع حسب الاستخدام، ما يعني أنك تدفع فقط مقابل الموارد التي تحتاجها فعلاً. كما تُلغي الحاجة لشراء خوادم مادية وصيانتها.
مرونة الوصول وسرعة الأداء
يمكن للمستخدمين الوصول إلى بياناتهم من أي مكان، مما يعزز الإنتاجية ويسهّل التعاون بين الفرق والمؤسسات.
الاستدامة وتقليل استهلاك الطاقة
عبر تقليل استخدام الأجهزة الداخلية، تسهم السحابة في خفض استهلاك الكهرباء وتكاليف الصيانة.
اعتمدت العديد من الحكومات حول العالم السحابة الوطنية كمنصة رئيسية لتطوير الخدمات العامة وتقديمها بشكل رقمي متكامل.
تُمكّن هذه السحابة الجهات الحكومية من بناء بنية تحتية رقمية آمنة، تدعم مجالات مثل:
الحكومة الإلكترونية
الصحة الرقمية
التعليم الإلكتروني
الخدمات المالية الذكية
كما تتيح للقطاع الخاص استخدام أدوات سحابية متقدمة لتحسين الإنتاجية وتسريع الابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي.
تسهم السحابة الوطنية في تعزيز البيئة الابتكارية داخل الدولة من خلال:
تمكين الشركات الناشئة من الوصول إلى بنية تحتية متقدمة بتكاليف منخفضة.
تحفيز تطوير حلول تقنية محلية.
دعم الاقتصاد الرقمي الوطني وتعزيز تنافسية السوق المحلي.
في اليمن، تم إطلاق شركة «سُحبكم» كمشغل وطني للحوسبة السحابية بهدف تعزيز السيادة الرقمية وتفعيل الاقتصاد الرقمي المحلي.
تقدم الشركة مجموعة متكاملة من الخدمات تشمل:
تركز "سُحبكم" على توفير حلول موثوقة وآمنة تلبي احتياجات المؤسسات الحكومية والخاصة، مع ضمان بقاء جميع البيانات داخل الحدود الوطنية.
تشكل السحابة الوطنية حجر الأساس في بناء الاقتصاد الرقمي الآمن والمستدام.
إنها ليست مجرد بنية تحتية تقنية، بل رافعة استراتيجية للتحول الرقمي، وتعزيز الابتكار، وحماية السيادة الرقمية للدول.
تجربة اليمن مع شركة «سُحبكم» تمثل نموذجاً ملهماً لكيفية توظيف السحابة الوطنية في تحقيق تنمية رقمية حقيقية، تجمع بين الأمان، الكفاءة، والابتكار.